﴿ قَالَتْ يا ويلتاى ﴾ الألف مبدلة من ياء الإضافة وقرأ الحسن يا ويلتي بالياء على الأصل ﴿ ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ ﴾ ابنة تسعين سنة ﴿ وهذا بَعْلِى شَيْخًا ﴾ ابن مائة وعشرين سنة، ﴿ هذا ﴾ مبتدأ و ﴿ بعلي ﴾ خبره و ﴿ شيخا ﴾ ً حال، والعامل معنى الإشارة التي دلت عليه ذا أو معنى التنبيه الذي دل عليه "هذا" ﴿ إِنَّ هذا لَشَىْء عَجِيبٌ ﴾ أن يولد ولد من هرمين وهو استبعاد من حيث العادة.
﴿ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله ﴾ قدرته وحكمته.
وإنما أنكرت الملائكة تعجبها لأنها كانت في بيت الآيات ومهبط المعجزات والأمور الخارقة للعادات فكان عليها أن تتوقر ولا يزدهيها ما يزدهي سائر النساء الناشئات في غير بيت النبوة، وأن تسبح الله وتمجده مكان التعجب وإلى ذلك أشارت الملائكة حيث قالوا ﴿ رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ﴾ أرادوا أن هذه وأمثالها مما يكرمكم به رب العزة ويخصكم بالإنعام به يا أهل بيت النبوة فليست بمكان عجيب، وهو كلام مستأنف علل به إنكار التعجب كأنه قيل : إياك والتعجب لأن أمثال هذه الرحمة والبركة متكاثرة من الله عليكم.
وقيل : الرحمة : النبوة، والبركات الأسباط من بني إسرائيل لأن الأنبياء منهم وكلهم من ولد إبراهيم وأهل البيت نصب على النداء أو على الاختصاص ﴿ إِنَّهُ حَمِيدٌ ﴾ محمود بتعجيل النعم ﴿ مَّجِيدٌ ﴾ ظاهر الكرم بتأجيل النقم
﴿ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبراهيم الروع ﴾ الفزع وهو ما أوجس من الخيفة حين نكر أضيافه ﴿ وَجَاءتْهُ البشرى ﴾ بالولد ﴿ يجادلنا فِى قَوْمِ لُوطٍ ﴾ أي لما اطمأن قلبه بعد الخوف وملىء سروراً بسبب البشرى فرغ للمجادلة.
وجواب ﴿ لما ﴾ محذوف تقديره أقبل يجادلنا، أو ﴿ يجادلنا ﴾ جواب ﴿ لما ﴾ وإنما جيء به مضارعاً لحكاية الحال، والمعنى يجادل رسلنا.