الصفة الثالثة : مسومة، وهذه الصفة صفة للأحجار ومعناها المعلمة، وقد مضى الكلام فيه في تفسير قوله :﴿والخيل المسومة﴾ [ آل عمران : ١٤ ] واختلفوا في كيفية تلك العلامة على وجوه : الأول : قال الحسن والسدي : كان عليها أمثال الخواتيم.
الثاني : قال ابن صالح : رأيت منها عند أم هانىء حجارة فيها خطوط حمر على هيئة الجزع.
الثالث : قال ابن جريج : كان عليها سيما لا تشارك حجارة الأرض، وتدل على أنه تعالى إنما خلقها للعذاب.
الرابع : قال الربيع : مكتوب على كل حجر اسم من رمى به.
ثم قال تعالى :﴿عِندَ رَبّكَ﴾ أي في خزائنه التي لا يتصرف فيها أحد إلا هو.
ثم قال :﴿وَمَا هِى مِنَ الظالمين بِبَعِيدٍ﴾ يعني به كفار مكة، والمقصود أنه تعالى يرميهم بها.
عن أنس أنه قال : سأل رسول الله ﷺ جبريل عليه السلام عن هذا فقال : يعني عن ظالمي أمتك، ما من ظالم منهم إلا وهو بمعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة.
وقيل : الضمير في قوله :﴿وَمَا هِىَ﴾ للقرى.
أي وما تلك القرى التي وقعت فيها هذه الواقعة من كفار مكة ببعيد، وذلك لأن القرى كانت في الشام، وهي قريب من مكة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٨ صـ ٢٩ ـ ٣٣﴾