﴿ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ﴾ معلمة عنده :﴿ وَمَا هِيَ ﴾ أي : تلك الحجارة :﴿ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ أي : بالشرك وغيره :﴿ بِبَعِيدٍ ﴾ فإنهم بسبب ظلمهم مستحقون لها، وملابسون بها. وفيه وعيد شديد لأهل الظلم كافة. وقيل : الضمير للقرى، أي : هي قريبة من ظالمي مكة، يمرون بها في أسفارهم إلى الشام، وقد صار موضع تلك المدن بحر ماء أجاج لم يزل إلى يومنا هذا، ويعرف بـ :( البحر الميت ) لأن مياهه لا تغذي شيئاً من جنس الحيوان، وبـ ( بحر الزفت ) أيضاً ؛ لأنه ينبعث من عمق مقره إلى سطحه، فيطفو فوقه، وبـ ( بحيرة لوط ) والأرض التي تليها قاحلة لا تنبت شيئاً.
قال أبو السعود : وتذكير ( بعيد ) على تأويل ( الحجارة ) بالحجر، أو إجرائه على موصوف مذكر، أي : بشيء بعيد، أو لأنه على أنه المصدر، كـ :( الزفير ) و ( الصهيل ). والمصادر يستوي في الوصف بها، المذكر والمؤنث. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٩ صـ ١٢١ ـ ١٢٦﴾


الصفحة التالية
Icon