أي ما أبقاه لكم من الحلال بعد التنزّةِ عن تعاطي المحرمات ﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ مما تجمعون بالبخس والتطفيفِ فإن ذلك هباءٌ منثور بل شرٌّ محض وإن زعمتم أن فيه خيراً كقوله تعالى :﴿ يَمْحَقُ الله الربا وَيُرْبِى الصدقات ﴾ ﴿ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ بشرط أن تؤمنوا فإن خيريّتَها باستتباع الثوابِ مع النجاة، وذلك مشروطٌ بالإيمان لا محالة أو إن كنتم مصدقين لي في مقالتي لكم، وقيل : الطاعاتُ كقوله عز وجل :﴿ والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبّكَ ﴾ وقرىء تقيةُ الله بالفوقانية وهي تقواه عن المعاصي ﴿ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾ أحفظكم من القبائح أو أحفظ عليكم أعمالَكم فأجازيَكم وإنما أنا ناصحٌ مبلِّغٌ وقد أعذرتُ إذ أنذرتُ ولم آلُ في ذلك جهداً أو ما أنا بحافظ ومستبْقٍ عليكم نِعمَ الله تعالى إن لم تتركوا ما أنتم عليه من سوء الصنيع. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon