وروي " عن أبي اليَسَر قال : أتتني امرأة تبتاع تمراً فقلت : إن في البيت تمراً أطيب من هذا، فدخلت معي في البيت فأهويت إليها فقبلتها، فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له فقال : استر على نفسك وتب ولا تخبر أحداً فلم أصبر، فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال : استر على نفسك وتُبْ ولا تخبر أحداً فلم أصبر، فأتيت رسول الله ﷺ فذكرت ذلك له فقال : أَخْلَفْتَ غازياً في سبيل الله في أهله بمثل هذا "؟ حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا تلك الساعة، حتى ظن أنه من أهل النار.
قال : وأطرق رسول الله ﷺ حتى أوحى الله إليه ﴿ أَقِمِ الصلاة طَرَفَىِ النهار وَزُلَفاً مِّنَ اليل إِنَّ الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات ذلك ذكرى لِلذَّاكِرِينَ ﴾.
قال أبو اليَسَر : فأتيته فقرأها عليّ رسول الله ﷺ فقال أصحابه : يا رسول اللها ألِهذا خاصة أم للناس عامة؟ فقال :"بل للناس عامة "
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب، وقيس بن الربيع ضعّفه وَكِيعٌ وغيره ؛ وقد روي " أن النبي ﷺ أعرض عنه، وأقيمت صلاة العصر فلما فرغ منها نزل جبريل عليه السلام عليه بالآية فدعاه فقال له :"أشهدت معنا الصلاة؟ قال نعم ؛ قال :"اذهب فإنها كفارة لما فعلت " وروي " أن النبي ﷺ لما تلا عليه هذه الآية قال له :"قم فصل أربع ركعات " والله أعلم.
وخرّج الترمذي الحكيم في "نوادر الأصول" من حديث ابن عباس عن رسول الله ﷺ قال :" لم أر شيئاً أحسن طلباً ولا أسرع إدراكاً من حسنة حديثة لذنب قديم "، ﴿ إِنَّ الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات ذلك ذكرى لِلذَّاكِرِينَ ﴾.


الصفحة التالية
Icon