وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ﴾
وهذا أمر بالخير ؛ يوجهه الله سبحانه إلى رسوله ﷺ.
ونحن نلحظ في هذه الآيات من سورة هود أنها تحمل أوامر ونواهي ؛ الأوامر بالخير دائماً ؛ والنواهي عن الشر دائماً.
ونلحظ أن الحق سبحانه قال :
﴿ فاستقم كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ ﴾ [ هود : ١١٢ ].
ثم وَجَّه النهي للأمة كلها :﴿ وَلاَ تَطْغَوْاْ ﴾ [ هود : ١١٢ ] ولم يقل :" فاستقم ولا تطغي " لأن الأمر بالخير يأتي للنبي ﷺ وأمته معه ؛ وفي النهي عن الشر يكون الخطاب موجهاً إلى الأمة، وفي هذا تأكيد لرفعة مكانة النبي ﷺ.
ونرى نفس الأمر حين يوجه الحق سبحانه الحديث إلى أمة محمد ﷺ فيقول سبحانه وتعالى :
﴿ وَلاَ تركنوا إِلَى الذين ظَلَمُواْ ﴾ [ هود : ١١٣ ].
ولم يقل :" ولا تركن إلى الذين ظلموا ".
وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها يقول الحق سبحانه لرسوله ﷺ ولأمته :
﴿ وَأَقِمِ الصلاة ﴾ [ هود : ١١٤ ].
والإقامة تعني : أداء المطلوب على الوجه الأكمل، مثل إقامة البنيان ؛ وأن تجعله مؤدياً للغرض المطلوب منه.
ويقال :" أقام الشيء " أي : جعله قائماً على الأمر الذي يؤدي به مهمته.
وقول الحق سبحانه :
﴿ وَأَقِمِ الصلاة طَرَفَيِ النهار ﴾ [ هود : ١١٤ ].
أي : نهايته من ناحية، ونهايته من الناحية الأخرى ؛ لان طرف الشيء هو نهايته.
وتتحدد نهاية الطرفين من منطقة وسط الشيء، فالوسط هو الفاصل بين الطرفين ؛ فما على يمين الوسط يعد طرفاً ؛ وما على يسار الوسط يعد طرفاً آخر ؛ وكل جزء بعد الوسط طرف.