وقرأ مجاهد وابن محيصن أيضاً في روايةٍ " وزُلْفَى " بزنة " حُبْلَى "، جَعَلُوها على صفةِ الواحدة المؤنثة اعتباراً بالمعنى، لأنَّ المعنى على المنزلة الزلفى، أو الساعة الزلفى، أي : القريبة. وقد قيل : إنه يجوز أن يكونَ أَبْدلا التنوين ألفاً ثم أَجْرَيا الوصل مجرى الوقف، فإنهما يقرآن بسكون اللام وهو محتمَلٌ. وقال الزمخشري :" والزُّلْفى بمعنى الزُّلْفَة، كما أن القُرْبى بمعنى القُرْبة "، يعني أنه مما تَعَاقَبَ فيه تاءُ التأنيث وألفه.
وفي انتصاب " زُلَفاً " وجهان، أظهرهما : أنه نسقٌ على " طرفي " فينتصب الظرف، إذ المرادُ بها ساعات الليل القريبة. والثاني : أن ينتصبَ انتصابَ المفعول به نسقاً على الصلاة. قال الزمخشري : بعد أن ذكر القراءاتِ المتقدمة " وهو ما يقرب مِنْ آخر النهار ومن الليل، وقيل : زُلَفاً من الليل وقُرْباً من الليل، وحَقُّها على هذا التفسير أن تعطف على الصلاة، أي : أقم الصلاة طرفي النهار، وأقم زُلَفاً من الليل، على معنى : صلوات تتقرَّب بها إلى اللَّه عز وجل في بعض الليل ".
والزُّلْفَةُ : أولُ ساعات الليل، قاله ثعلب. وقال الأخفش وابن قتيبة :" الزُّلَف : ساعاتُ الليل وآناؤه، وكل ساعةٍ منه زُلْفَة " فلم يُخَصِّصاه بأول الليل. وقال العجَّاج :

٢٧٢٩ ناجٍ طواه الأَْيْنُ مِمَّا وَجَفا طَيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا


الصفحة التالية
Icon