وقيل : المراد بالسيئات : الصغائر، ومعنى ﴿ يذهبن السيئات ﴾ : يكفرنها حتى كأنها لم تكن، والإشارة بقوله :﴿ ذلك ذكرى لِلذكِرِينَ ﴾ إلى قوله :﴿ فاستقم ﴾ وما بعده.
وقيل : إلى القرآن ذكرى للذاكرين أي : موعظة للمتعظين ﴿ واصبر ﴾ على ما أمرت به من الاستقامة، وعدم الطغيان، والركون إلى الذين ظلموا! وقيل : إن المراد الصبر على ما أمر به دون ما نهى عنه، لأنه لا مشقة في اجتنابه، وفيه نظر، فإن المشقة في اجتناب المنهيّ عنه كائنة، وعلى فرض كونها دون مشقة امتثال الأمر، فذلك لا يخرجها عن مطلق المشقة ﴿ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحسنين ﴾ أي : يوفيهم أجورهم ولا يضيع منها شيئاً فلا يهمله ولا يبخسه بنقص.
وقد أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن ابن عباس، في قوله :﴿ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ ﴾ قال : ما قدّر لهم من خير أو شرّ.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن ابن زيد، في الآية قال : من العذاب.
وأخرجا عن أبي العالية.
قال من الرزق.
وأخرجا أيضاً عن قتادة في قوله :﴿ فاستقم كَمَا أُمِرْتَ ﴾ قال : أمر الله نبيه أن يستقيم على أمره، ولا يطغى في نعمته، وأخرج أبو الشيخ، عن سفيان، في الآية قال : استقم على القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن الحسن، قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ فاستقم كَمَا أُمِرْتَ ﴾ قال : شمروا شمروا فما رؤي ضاحكاً.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج ﴿ وَمَن تَابَ مَعَكَ ﴾ قال : آمن.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن العلاء بن عبد الله بن بدر، في قوله :﴿ وَلاَ تَطْغَوْاْ ﴾ قال : لم يرد أصحاب النبي ﷺ إنما عنى الذين يجيئون من بعدهم.
وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس ﴿ وَلاَ تَطْغَوْاْ ﴾ يقول : لا تظلموا.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد، قال : الطغيان : خلاف أمره وارتكاب معصيته.