وقيل : الإشارة إليها مع نظائرها وليس بذاك ككونها إشارة إلى دار الدنيا، وإن جاء في رواية عن الحسن، وقيل : إلى الأنباء المقتصة، وهو مما لا بأس به ﴿ وَمَوْعِظَةٌ وذكرى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ عطف على ﴿ الحق ﴾ أي جاءك الجامع المتصف بكونه حقاً في نفسه وكونه موعظة وذكرى للمؤمنين، ولعل تحلية الوصف الأول باللام دون الأخيرين لما قيل : من أن الأول حال للشيء في نفسه والأخيران وصفان له بالقياس إلى غيره.
وقال الشهاب : الظاهر أن يقال إنما عرف الأول لأن المراد منه ما يختص بالنبي ﷺ من إرشاده إلى الدعوة وتسليته بما هو معروف معهود عنده، وأما الموعظة والتذكير فأمر عام لم ينظر فيه لخصوصية، ففرق بين الوصفين للفرق بين الموصوفين، وفي التخصيص بهذه السورة ما يشهد له لأن مبناها على إرشاده ﷺ على ما سمعت عن صاحب الكشف، وتقديم الظرف على الفاعل ليتمكن المؤخر عنه وروده أفضل تمكن ولأن في المؤخر نوع طول يخل تقديمه بتجاوب النظم الكريم.
﴿ وَقُل لّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعملوا على مَكَانَتِكُمْ ﴾ أي جهتكم وحالكم التي أنتم عليها ﴿ أَنَاْ عاملون ﴾ على جهتنا وحالنا التي تحت عليها.
﴿ وانتظروا ﴾ بنا الدوائر ﴿ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴾ أي ينزل بكم نحو ما نزل بأمثالكم من الكفرة، وصيغة الأمر في الموضعين للتهديد والوعيد، والآيتان محكمتان.
وقيل : المراد الموادعة فهما منسوختان. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٢ صـ ﴾