قوله :﴿وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجِهَازِهِمْ﴾ فى موضعين : الأَوّل حكاية عن تجهيزه إِيّاهم أَوَّل ما دخلوا عليه.
والثانى حين أَرادوا الانصراف من عنده فى المرّة الثانية.
وذكَرَ الأَوّل بالواو ؛ لأَنَّه أَوّل قَصَصهم معه، والثَّانى بالفاءِ، عطفاً على ﴿وَلَمَّا دَخَلُواْ﴾ وتعقيباً له.
قوله :(تالله) فى ثلاثة مواضع : الأَوّل يمين منهم أَنهم ليسوا سارقين، وأَنَّ أَهل مصر بذلك عالمون، والثَّانى يمين منهم أَنَّك لو واظبت على هذا الحزن والجَزَع تصير حَرَضًا، أَو تكونُ من الهالكين، والثالث يمين منهم أَنَّ الله فضَّله عليهم، وأَنَّهم كانوا خاطئين.
قوله :﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ﴾ وفى الأَنبياءِ ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ﴾ بغير (مِن) لأَن (قبل) اسم للزَّمان السّابق على ما أَضيف إِليه، و (مِن) يفيد استيعاب الطَّرفين، وما فى هذه السّورة للاستيعاب.
وقد يقع (قبل) على بعض ما تقدم ؛ كما فى الأَنبياءِ، وهو قوله :﴿مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ﴾ ثم وقع عقِبه ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ﴾ فحذف (مِن) لأَنَّه هو بعينه.
قوله :﴿أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ﴾ بالفاءِ.
وفى الروم والملائكة بالواو ؛ لأَنَّ الفاءَ يدلّ على الاتِّصال والعطف، والواو يدلّ على العطف المجرّد.
وفى هذه السّورة قد اتَّصلت بالأَوّل ؛ كقوله تعالى :﴿وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ﴾ حال مَن كذَّبهم وما نزل بهم، وليس كذلك فى الرّوم والملائكة.


الصفحة التالية
Icon