فصل فى التعريف بالسورة الكريمة


قال الشيخ محمد أبو زهرة :
سورة يوسف
سورة مكية، وعدد آياتها إحدى عشرة ومائة، وقالوا : إن أربع
آيات هى الأولى والثانية والثالثة والسابعة مدنية، ولا نرى فيها ما يدل معناها على أنها مدنية، والله أعلم.
ولقد كفرت طائفة من الطوائف الخارجة عن الإسلام بإنكارها سورة يوسف، وادعاء أنها ليست من القرآن، وكأن القرآن يخضع بالزيادة والنقصان للأهواء المنحرفة، وإن ادعت التمسك بالدين، فهى تمرق منه مروق السهم من الرمية، وأولئك هم أتباع عبد الكريم عجرو، وإن القرآن كله غير منقوص ثبت بالتواتر عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وأنه تلقاه عن جبريل الرسول الأمين عن رب العالمين مرتلا متلوا، ك@ا قال تعالى :(... وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً ).
وما كان لنا أن نعرف ما دفعهم إلى هذا الإنكار الذى كفروا بسببه، ولكن نذكره لبيان أنه وهم كافرين لم يذوقوا القرآن ولم يعلموه، قالوا إنها قصة غرام، ونزلت دفعة واحدة، والقرآن منزه عن ذكر الغرام والحب، والقرآن نزل منجما، ونقول فى الإجابة عن ذلك، إنها قصة المجتمع المصرى، والأسرة الفرعونية التى طغت فى البلاد وأكثرت فيها الفساد، وقال قائلهم :... أنا ربكم الأعلى، وبيته على هذا النحو من الانحلال، وهى بينت مغبة الغرام، وكيف يوجد الانحلال، والاستعصام بالفضيلة حيث تفور فورة الرذيلة، ودعوة الوحدانية فى وسط الوثنية، وتدبير الاقتصاد، واستعانة الفراعنة بخبراء الاقتصاد حيثما كانوا، وخضوعهم لآرائهم، وتوسيد الأمر لهم، ثم هى تبين مركز مصر
الاقتصادى، واستعانة من حولها بها، ثم تثبت نفسية الآباء مع الأبناء، والحسد بين الإخوة، وما ينبغى عند تربية الأولاد.


الصفحة التالية
Icon