ابتدأ بالدعوه إلى التوحيد، وهو رسالة النبيين، ومعه دليلها، وهو تعليم الله تعالى له، أنه ينبئهم بما يأكلون، كما علم عيسى من بعده، ثم أول رؤياهما فقال :(يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان.
ويظهر أنه اهمل أمره، فأراد أن يذكر العزيز به :(وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساة الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين. رأى الملك رؤيا فتذكر الناسى، ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (٤٣) قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ.
وهكذا شأن أتباع الملوك، لا يتذكرون واجبا إلا لإرضاء صاحب السلطان
فادكر بعد فترة طويلة ساقى الخمر للملك (وقال الذي نجا منهما..* وادكر بعد أمة (... أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون، ذهب إلى السجن وقابل السجين الطاهر المؤمن النبى، فقال :( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦).
قال الصديق الطاهر، الذى علمه ربه :(... تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (٤٧) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (٤٨) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (٤٩)
أى يحلبون، ويعصرون فالعصير من الثمار.


الصفحة التالية
Icon