فتلك أخبار النفوس لا يعلمها إلا علام الغيوب، وتلك معجزة الذى كفروا به.
وإن الكون كله آيات بينات دالة على منشئه الواحد الأحد الفرد الصمد، وإذا كانوا يؤمنون بالله تعالى، فهو إيمان بالقدرة، ووحدانية الخالق المنعم، ولكنهم يعبدون غيره، وهذا قوله تعالى :(وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون.
وإنهم يرون آيات الله تعالى تنزل بالمشركين، (أفامنوا أن تاتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون.
وإن الحق ما تدعو إليه، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين *.
ولقد بين سبحانه وتعالى أنه لبم يكن بدعا من الرسل، وأن الرسل قبله كانوا مثله، (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا توحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون.
ويبين للنبى ( ﷺ ) أن الرسل كانوا يستيئسون، وفى حالى يأسهم يجىء عذاب الله للمشركين (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين *.
الرسل جميعا اعتراهم اليأس إلا محمدا ـ ﷺ ـ، وذلك فضله عليهم أجمعين،
بل قال وهو فى أشد ما نزل به وقد فقد الناصر والمواسى :" إنى لأرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله " (١)، ولقد ختم السورة بقوله تعالت كلماته :(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون*. صدق الله العظيم. أ هـ ﴿زهرة التفاسير صـ ٣٧٨١ ـ ٣٧٩٣﴾