وقال ابن عاشور :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة يوسفالاسم الوحيد لهذه السورة اسم سورة يوسف، فقد ذكر ابن حجر في كتاب " الإصابة " في ترجمة رافع بن مالك الزرقي عن ابن إسحاق أن أبا رافع بن مالك أول من قدم المدينة بسورة يوسف، يعني بعد أن بايع النبي ﷺ يوم العقبة.
ووجه تسميتها ظاهر لأنها قصت قصة يوسف - عليه السلام - كلها، ولم تذكر قصته في غيرها.
ولم يذكر اسمه في غيرها إلا في سورة الأنعام وغافر.
وفي هذا الاسم تميز لها من بين السور المفتتحة بحروف ألر، كما ذكرناه في سورة يونس.
وهي مكية على القول الذي لا ينبغي الالتفات إلى غيره.
وقد قيل : إن الآيات الثلاث من أولها مدنية.
قال في " الإتقان " : وهو واه لا يلتفت إليه.
نزلت بعد سورة هود، وقبل سورة الحجر.
وهي السورة الثالثة والخمسون في ترتيب نزول السور على قول الجمهور.
ولم تذكر قصة نبي في القرآن بمثل ما ذكرت قصة يوسف - عليه السلام - هذه السورة من الإطناب.
وعدد آيها مائة وإحدى عشرة آية باتفاق أصحاب العدد في الأمصار.
من مقاصد هذه السورة
روى الواحدي والطبري يزيد أحدهما على الآخر عن سعد بن أبي وقاص أنه قال : أنزل القرآن فتلاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه زمانا، فقالوا " أي المسلمون بمكة " :
يا رسول الله لو قصصت علينا، فأنزل الله ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [سورة يوسف : ١، ٢] الآيات الثلاث.
فأهم أغراضها : بيان قصة يوسف - عليه السلام - مع إخوته، وما لقيه في حياته، وما في ذلك من العبر من نواح مختلفة.