وقال ابن عطية :
﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾
العامل في ﴿ إذ ﴾ فعل مضمر تقديره : اذكر ﴿ إذ ﴾ ويصح أن يعمل فيه ﴿ نقص ﴾ [ يوسف : ٣ ] كأن المعنى : نقص عليك الحال ﴿ إذ ﴾ وحكى مكي أن العامل فيه ﴿ لمن الغافلين ﴾ [ يوسف : ٣ ]، وهذا ضعيف.
وقرأ طلحة بن مصرف " يؤسَف " بالهمز وفتح السين - وفيه ست لغات :" يُوسُف " بضم الياء وسكون الواو وبفتح السين وبضمها وبكسرها وكذلك بالهمز. وقرأ الجمهور " يا أبتِ " بكسر التاء حذفت الياء من أبي وجعلت التاء بدلاً منها، قاله سيبويه، وقرأ ابن عامر وحده وأبو جعفر والأعرج :" يا أبتَ " بفتحها، وكان ابن كثير وابن عامر يقفان بالهاء ؛ فأما قراءة ابن عامر بفتح التاء فلها وجهان : إما أن يكون :" يا أبتا "، ثم حذفت الألف تخفيفاً وبقيت الفتحة دالة على الألف، وإما أن يكون جارياً مجرى قولهم : يا طلحة أقبل، رخموه ثم ردوا العلامة ولم يعتد بها بعد الترخيم، وهذا كقولهم : اجتمعت اليمامة ثم قالوا : اجتمعت أهل اليمامة، فردوا لفظة الأهل ولم يعتدوا بها، وقرأ أبو جعفر والحسن وطلحة بن سليمان :" أحد عْشر كوكباً " بسكون العين لتوالي الحركات، ويظهر أن الاسمين قد جعلا واحداً.