وقيل : إنه قد رأى كواكب حقيقة والشمس والقمر فتأولها يعقوب إخوته وأبويه، وهذا قول الجمهور، وقيل : الإخوة والأب والخالة لأن أمه كانت ميتة، وقيل إنما كان رأى إخوته وأبويه فعبر عنهم بالكواكب والشمس والقمر، وهذا ضعيف ترجم به الطبري، ثم أدخل عن قتادة والضحاك وغيرهما كلاماً محتملاً أن يكون كما ترجم وأن يكون مثل قول الناس، وقال المفسرون :﴿ القمر ﴾ تأويله : الأب، و﴿ الشمس ﴾ تأويلها : الأم، فانتزع بعض الناس من تقديمها وجوب بر الأم وزيادته على بر الأب، وحكى الطبري عن جابر بن عبد الله أن يهودياً يسمى بستانة جاء إلى رسول الله ﷺ فقال : أخبرني عن أسماء الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام، فسكت عنه رسول الله ﷺ ونزل جبريل عليه السلام فأخبره بأسمائها، فدعا رسول الله ﷺ اليهودي، فقال :" هل أنت مؤمن إن أخبرتك بذلك؟ قال : نعم، قال : حربان، والطارق، والذيال، وذا الكنفان، وقابس، ووثاب، وعمودان والفيلق، والمصبح، والضروح، وذو الفرغ، والضياء، والنور " فقال اليهودي : أي والله إنها لأسماؤها.
وتكرر ﴿ رأيتهم ﴾ لطول الكلام وجرى ضمائر هذه الكواكب في هذه الآية مجرى ضمائر من يعقل إنما كان لما وصفت بأفعال هي خاصة بمن يعقل.
وروي أن رؤيا يوسف كانت ليلة القدر ليلة جمعة، وأنها خرجت بعد أربعين سنة، وقيل : بعد ثمانين سنة.
﴿ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ﴾


الصفحة التالية
Icon