وقال القرطبى :
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١)
قوله تعالى :﴿ الر ﴾ تقدّم القول فيه ؛ والتقدير هنا : تلك آيات الكتاب، على الابتداء والخبر.
وقيل :"الار" اسم السورة ؛ أي هذه السورة المسماة "الر" ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الكتاب المبين ﴾ يعني ( بالكتاب المبين ) القرآن المبين ؛ أي المبين حلاله وحرامه، وحدوده وأحكامه وهُداه وبركته.
وقيل : أي هذه تلك الآيات التي كنتم توعدون بها في التوّراة.
قوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ﴾ يجوز أن يكون المعنى : إنا أنزلنا القرآن عربياً ؛ نصب "قرآنا" على الحال ؛ أي مجموعاً.
و"عربيّاً" نعت لقوله "قرآناً".
ويجوز أن يكون توطئة للحال، كما تقول : مررت بزيد رجلاً صالحاً، و "عربيّاً" على الحال، أي يُقرأ بلغتكم يا معشر العرب.
أَعْرَبَ بَيَّنَ، ومنه :" الثَّيِّبُ تُعرِب عن نفسها " ﴿ لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ أي لكي تعلموا معانيه، وتفهموا ما فيه.
وبعض العرب يأتي بأن مع "لعل" تشبيهاً بعسى.
واللام في "لعل" زائدة للتوكيد ؛ كما قال الشاعر :
يا أَبَتَا عَلَّكَ أَوْ عَسَاكا...
وقيل :"لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" أي لتكونوا على رجاء من تدبّره ؛ فيعود معنى الشّك إليهم لا إلى الكتاب، ولا إلى الله عز وجل.
وقيل : معنى "أَنْزَلْنَاهُ" أي أنزلنا خبر يوسف ؛ قال النحاس : وهذا أشبه بالمعنى ؛ لأنه يروى أن اليهود قالوا : سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر؟ وعن خبر يوسف ؛ فأنزل الله عز وجل هذا بمكة موافقاً لما في التوراة، وفيه زيادة ليست عندهم.
فكان هذا للنبي ﷺ إذ أخبرهم ولم يكن يقرأ كتاباً ( قط ) ولا هو في موضع كتاب بمنزلة إحياء عيسى عليه السلام الميت على ما يأتي فيه.
﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾
قوله تعالى :﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ ﴾ ابتداء وخبر.