وقرأ الحسن :" في غيبة الجب " على وزن فعلة، وكذلك خطت في مصحف أبي بن كعب، ومن هذه اللفظة قول الشاعر - وهو المنخل -
فإن أنا يوماً غيبتني غيابتي... فسيروا بسيري في العشيرة والأهل
و﴿ الجب ﴾ البئر التي لم تطو لأنها جبت من الأرض فقط.
وقرأ الجمهور :" يلتقطه بعض " بالياء من تحت على لفظ بعض، وقرأ الحسن البصري ومجاهد وقتادة وأبو رجاء " تلتقطه " بالتاء، وهذا من حيث أضيف ﴿ البعض ﴾ إلى ﴿ السيارة ﴾ فاستفاد منها تأنيث العلاقة، ومن هذا قول الشاعر :[ الوافر ]
أرى مرّ السنين أخذنْ منّي... كما أخذ السرار من الهلال
ومنه قول الآخر :[ الطويل ]
إذا مات منهم سيد قام سيد... فذلت له أهل القرى والكنائس
وقول كعب :[ الكامل ]
ذلت لوقعتها جميع نزار.................................
حين أراد بنزار القبيلة، وأمثلة هذا كثير.
وروي أن جماعة من الأعراب التقطت يوسف عليه السلام : و﴿ السيارة ﴾ جمع سيار. وهو بناء للمبالغة، وقيل في هذا ﴿ الجب ﴾ : أنه بئر بيت المقدس. وقيل : غيره : وقيل : لم يكن حيث طرحوه ماء ولكن أخرجه الله فيه حتى قصده الناس للاستقاء : وقيل : بل كان فيه ماء كثير يغرق يوسف فنشز حجر من أسفل الجب حتى ثبت عليه يوسف، وروي أنهم رموه بحبل فتماسك بيديه حتى ربطوا يديه ونزعوا قميصه ورموه حينئذ، وهموا برضخه بالحجارة فمنعهم أخوهم المشير بطرحه من ذلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon