وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ واستبقا الباب ﴾ الآية
﴿ واستبقا ﴾ معناه سابق كل واحد منهما صاحبه إلى الباب، هي لترده إلى نفسها وهو ليهرب عنها ؛ فقبضت في أعلى قميصه من خلفه، فتخرق القميص عند طوقه، ونزل التخريق إلى أسفل القميص. و" لقد " : القطع، وأكثر ما يستعمل فيما كان طولاً، " والقط " يستعمل فيما كان عرضاً، وكذلك هي اللفظة في قول النابغة :
تقد السلوقي... فإن قوله : توقد بالصفاح يقتضي أن القطع بالطول. و﴿ ألفيا ﴾ : وجدا، و" السيد " الزوج، قاله زيد بن ثابت ومجاهد. فيروى أنهما وجدا العزيز ورجلاً من قرابة زليخا عند الباب الذي استبقا إليه قاله السدي. فلما رأت الفضيحة فزعت إلى مطالبة يوسف والبغي عليه، فأرت العزيز أن يوسف أرادها، وقالت :﴿ ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم ﴾ وتكلمت في الجزاء، أي أن الذنب ثابت متقرر. وهذه الآية تقتضي بعظم موقع السجن من النفوس لا سيما بذوي الأقدار، إذ قرن بأليم العذاب. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon