وجوابه : أنه يمكنه من حيث إنه بوسوسته يدعو إلى سائر الأعمال واشتغال الإنسان بسائر الأعمال يمنعه عن استحضار ذلك العلم وتلك المعرفة.
المسألة الخامسة :
قوله :﴿فَلَبِثَ فِى السجن بِضْعَ سِنِينَ﴾ فيه بحثان :
البحث الأول : بحسب اللغة قال الزجاج : اشتقاقه من بضعت بمعنى قطعت ومعناه القطعة من العدد قال الفراء : ولا يذكر البضع إلا مع عشرة أو عشرين إلى التسعين وذلك يقتضي أن يكون مخصوصاً بما بين الثلاثة إلى التسعة، وقال هكذا رأيت العرب يقولون وما رأيتهم يقولون بضع ومائة، وروى الشعبي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه :" كم البضع " قالوا الله ورسوله أعلم قال :" ما دون العشرة " واتفق الأكثرون على أن المراد ههنا ببضع سنين، سبع سنين قالوا : إن يوسف عليه السلام حين قال لذلك الرجل :﴿اذكرنى عِندَ رَبّكَ﴾ كان قد بقي في السجن خمس سنين ثم بقي بعد ذلك سبع سنين.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما تضرع يوسف عليه السلام إلى ذلك الرجل كان قد اقترب وقت خروجه فلما ذكر ذلك لبث في السجن بعده سبع سنين، وروي أن الحسن روى قوله صلوات الله عليه وسلامه :" رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها لما لبث في السجن هذه المدة الطويلة " ثم بكى الحسن وقال : نحن إذا نزل بنا أمر تضرعنا إلى الناس. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٨ صـ ١١٤ ـ ١١٧﴾