قال ابن عباس : حمل لكل واحد منهم بعيراً من الطعام وأكرمهم في النزول وأحسن ضيافتهم وأعطاهم ما يحتاجون إليه في سفرهم ﴿ قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ﴾ يعني الذي خلفتموه عنده وهو بنيامين ﴿ ألا ترون أني أوفي الكيل ﴾ يعني أني أتمّه ولا أبخس منه شيئاً وأزيدكم حمل بعير آخر لأجل أخيكم أكرمكم بذلك ﴿ وأنا خير المنزلين ﴾ يعني خير المضيفين لأنه كان قد أحسن ضيافتهم مدة إقامتهم عنده قال الإمام فخر الدين الرازي : هذا الكلام يضعف قول من يقول من المفسرين إنه اتهمهم ونسبهم إلى أنهم جواسيس ومن يشافههم بهذا الكلام فلا يليق به أن يقول لهم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين، وأيضاً يبعد من يوسف مع كونه صديقاً أن يقول لهم أنتم جواسيس وعيون مع أنه يعرف براءتهم من هذه التهمة لأن البهتان لا يليق بالصديق ثم قال يوسف ﴿ فإن لم تأتوني به ﴾ يعني بأخيكم الذي من أبيكم ﴿ فلا كيل لكم عندي ﴾ يعني لست أكيل لكم طعاماً ﴿ ولا تقربون ﴾ يعني ولا ترجعوا ولا تقربوا بلادي وهذا هو نهاية التخويف والترهيب لأنهم كانوا محتاجين إلى تحصيل الطعام ولا يمكنهم تحصيله إلا من عنده فإذا منعهم من العود كان قد ضيق عليهم فعند ذلك ﴿ قالوا ﴾ يعني إخوة يوسف ﴿ سنراود عنه أباه ﴾ يعني سنجتهد ونحتال حتى ننزعه من عنده ﴿ وإنا لفاعلون ﴾ يعني ما أمرتنا به. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾