والقول الثاني : إنه سيمنع منا الكيل في المستقبل وهو إشارة إلى قول يوسف فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون وقال الحسن يمنع منا الكيل إن لم نحمل معنا أخانا وهو قوله تعالى إخباراً عنهم ﴿ فأرسل معنا أخانا ﴾ يعني بنيامين ﴿ نكتل ﴾ قرئ بالياء يكتل لنفسه وقرئ بالنون يعني نكتل نحن جميعاً وإياه معنا ﴿ وإنا له لحافظون ﴾ يعني نرده إليك فلما قالوا ليعقوب هذه المقالة ﴿ قال ﴾ يعني يعقوب ﴿ هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل ﴾ يعني كيف آمنكم على ولدي بنيامين وقد فعلتم بأخيه يوسف ما فعلتم وإنكم ذكرتم مثل هذا فكيف يحصل هاهنا ثم قال ﴿ فالله خير حافظاً ﴾ يعني أن حفظ الله خير من حفظكم له ففيه التفويض إلى الله تعالى والاعتماد عليه في جميع الأمور ﴿ وهو أرحم الراحمين ﴾ وظاهر هذا الكلام يدل على أنه أرسله معهم، وإنما أرسله معهم وقد شاهد ما فعلوا بيوسف لأنه لم يشاهد فيما بينهم وبين بنيامين من الحقد والحسد مثل ما كان بينهم وبين يوسف أو أن يعقوب شاهد منهم الخير والصلاح ولما كبروا فأرسله معهم أو أن شدة القحط وضيق الوقت أحوجه إلى ذلك. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾