ولما كان التقدير : فنرجع بها إليه بأخينا، فيظهر له نصحنا وصدقنا، بنى عليه قوله :﴿ونمير أهلنا﴾ أي نجلب إليهم الميرة برجوعنا إليه ؛ والميرة : الأطعمة التي تحمل من بلد إلى بلد ﴿ونحفظ أخانا﴾ فلا يصيبه شيء مما يخشى عليه، تأكيداً للوعد بحفظه وبياناً لعدم ضرر في سفره، ويدل على ما في التوراة - من أنه كان سجن أحدهم ليأتوا بأخيهم الأصغر - قوله :﴿ونزداد كيل بعير﴾ أي فيكون جملة ما نأتي به بعد الرجوع إليه اثني عشر حملاً، لكل منا حمل، وللمسجون حملان - لكرّته الأولى والثانية، وذلك أنه كان لا يعطي إلا حملاً لكل رأس، فكأنه ما أعطاهم لما جهزهم غير تسعة أحمال، فكأنه قيل : وهل يجيبكم إلى ذلك في هذه الأزمة؟ فقالوا : نعم، لأن ﴿ذلك كيل يسير﴾ بالنسبة إلى ما رأينا من كرم شمائله وضخامه ملكه وفخامة همته، فكأنه قيل : فما قال لهم؟ فقيل :﴿قال﴾ أي يعقوب عليه الصلاة والسلام ﴿لن أرسله﴾ أي بنيامين كائناً ﴿معكم﴾ أي في وقت من الأوقات ﴿حتى تؤتون﴾ من الإيتاء وهو الإعطاء، أي إيصال الشيء إلى الأخذ ﴿موثقاً﴾ وهو العقد المؤكد.