ولما كان مراده موثقاً ربانياً، وكان الموثق الرباني - وهو ما كان بأسمائه تعالى لكونه أذن سبحانه فيه وأمر بالوثوق به - كأنه منه، قال :﴿من الله﴾ أي الملك الأعظم بأيمان عظيمة : والله ﴿لتأتنَّني﴾ كلكم ﴿به﴾ من الإيتان، وهو المجيء في كل حال ﴿إلا﴾ في حال ﴿أي يحاط﴾ أي تحصل الإحاطة بمصيبة من المصائب، لا طاقة لكم بها ﴿بكم﴾ فتهلكوا من عند آخركم، كل ذلك زيادة في التوثيق، لما حصل له من المصيبة بيوسف عليه الصلاة والسلام وإن كان الاعتماد في حفظه إنما هو على الله، وهذا من باب " اعقلها وتوكل " فأجابوه إلى جميع ما سأل ﴿فلما آتوه﴾ أي أعطاه بنوه ﴿موثقهم قال الله﴾ أي الذي له جميع صفات الكمال ﴿على ما نقول وكيل﴾ هو القادر على الوفاء به المرجو للتصرف فيه بالغبطة، لا أنتم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٤ صـ ٦٩ ـ ٧٠﴾