وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ ولما فتحوا متاعهم ﴾
يعني الذي حملوه من مصر فيحتمل أن يكون المراد به الطعام أو أوعية الطعام ﴿ وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ﴾ يعني أنهم وجدوا في متاعهم ثمن الطعام الذي كانوا قد أعطوه ليوسف قد رد عليهم ودس في متاعهم ﴿ قالوا يا أبانا ما نبغي ﴾ يعني ماذا نبغي وأي شيء نطلب وذلك أنهم كانوا قد ذكروا ليعقوب إحسان ملك مصر إليهم وحثوا يعقوب على إرسال بنيامين معهم فلما فتحوا متاعهم ووجدوا بضاعتهم قد ردت إليهم قالوا أي شيء نطلب من الكلام بعد هذا العيان من الإحسان والإكرام أوفى لنا الكيل ورد علينا الثمن، وأرادوا بهذا الكلام تطييب قلب أبيهم ﴿ هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ﴾ يقال مار أهله يميرهم ميراً إذا حمل لهم الطعام وجلبه من بلد آخر إليهم والمعنى إنا نشتري لأهلنا الطعام ونحمله إليهم ﴿ ونحفظ أخانا ﴾ يعني بنيامين مما تخاف عليه حتى نرده إليك ﴿ ونزداد كيل بعير ﴾ يعني ونزداد لأجل أخينا على أحمالنا حمل بعي من الطعام ﴿ ذلك كيل يسير ﴾ يعني إن ذلك الحمل الذي نزداد من الطعام هين على الملك لأنه قد أحسن إلينا وأكرمنا بأكثر من ذلك وقيل معناه أن الذي حملناه معنا كيل يسير قليل لا يكفينا وأهلنا.
﴿ قال ﴾ يعني قال لهم يعقوب ﴿ لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً من الله ﴾ يعني لن أرسل معكم بنيامين حتى تؤتون عهد الله وميثاقه والموثق العهد المؤكد باليمين، وقيل هو المؤكد بإشهاد الله عليه ﴿ لتأتنني به ﴾ دخلت اللام هنا لأجل اليمين وتقدريه حتى تحلفوا بالله لتأتنني به ﴿ إلا أن يحاط بكم ﴾ قال مجاهد : إلا أن تهلكوا جميعاً فيكون عذراً لكم عندي، لأن العرب تقول أحيط بفلان إن هلك أو قارب هلاكه.