وجملة ﴿ رُدَّتْ ﴾ في موضع الحال من ﴿ بضاعتنا ﴾ بتقدير قد عند من يرى وجوبها في أمثال ذلك والعامل معنى الإشارة، وجعلها خبر ﴿ هذه ﴾ وبضاعتنا بياناً له ليس بشيء، وإيثار صيغة البناء للمفعول قيل : للإيذان بكمال الإحسان الناشيء عن كمال الإخفاء المفهوم من كمال غفلتهم عنه بحيث لم يشعروا به ولا بفاعله، وقيل : للإيذان بتعين الفاعل وفيه من مدحه أيضاً ما فيه، وقوله تعالى :﴿ وَنَمِيرُ أَهْلَنَا ﴾ أي نجلب لهم الميرة، وهي بسكر الميم وسكون الياء طعام يمتاره الإنسان أي يجلبه من بلد إلى بلد، وحاصله نجلب لهم الطعام من عند الملك معطوف على مقدر ينسحب عليه رد البضاعة أي فنستظهر بها ونمير أهلنا ﴿ وَنَحْفَظُ أَخَانَا ﴾ من المكاره حسبما وعدنا، وتفرعه على ما تقدم باعتباره دلالته على إحسان الملك فإنه مما يعين على الحفظ ﴿ وَنَزْدَادُ ﴾ أي بواسطته ولذلك وسط الإخبار به بين الأصل والمزيد ﴿ كَيْلَ بَعِيرٍ ﴾ أي وسق بعير زائداً على أوساق أباعرنا على قضية التقسيط المعهود من الملك، والبعير في المشهور مقابل الناقة، وقد يطلق عليها وتكسر في لغة باؤه ويجمع على أبعرة وبعران وأباعر، وعن مجاهد تفسيره هنا بالحمار وذكر أن بعض العرب يقول للحمار بعير وهو شاذ.