ومن فوائد ابن عرفة فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿وَبَشِّرِ الذين ءَامَنُواْ...﴾.
قال الزمخشري : معطوف إما على ﴿فاتقوا النار﴾ أو على الجملة ( كلها ).
واعترض أبو حيّان الأول بأن " فاتقوا " جواب الشرط وموضعه جزم وبشر لا يصح أن يكون جوابا لأنَّه أمر بالبشارة مطلقا مطلقا إلا على تقدير أن لم تفعلوا.
ورده المختصر بوجهين : الأول نص الفارسي وجماعة في مثل زيد ضربته وعمرو كلمته أنه معطوف على الجملة الصغرى مع أن عمرو كلمته يمتنع أن يون خبرا ( عن ) زيد لعدم الرابط فكذا لا يصح أن يعطف على الجواب ما ليس جوابا.
قال ابن عرفة : ونظيره رب شاة وسلخها مع أن ربّ لا تدخل إلا على النكرة.
وأجاب المختصر عن قوله لأنه أمر بالبشارة مطلقا ( بأن ) الواقع عدم الفعل جزما ( ولهذا قال ) :" وَلَن تَفْعَلُواْ " فليس ثم تقدير : إن فعلتم فلا ( تبشير واقع بل ) الأمر بالبشارة واقع مطلقا.
وارتضى ابن عرفة الأول، وضعف الثاني بالفرق بين جواب الشرط وغيره، فإن المشاركة في العطف جواب الشرط المعنى يقتضيها [ و ] بخلاف العطف ( على غيره ) فإنه قد يكون مراعاة/ لمقتضى اللفظ وأما الشرط فالمعنى فيه يؤكد الارتباط.
قلت : ورد غيره الأول بأن ( الصغرى عاطفة ) على الكبرى لعدم الرّابط إلا أن يقول : وعمرو أكرمته في داره.
قال : وقول سيبويه : إنه ( معطوف ) على الصغرى ليس على ظاهره إن لم يتعرض لإصلاح اللّفظ ولو سئل عنه لقال لا بد من الربط.
وقال الفارسي : إنه محمول على الصغرى في النصب ومعطوف على الكبرى ولا يلزم من الحمل على الصغرى أن يكون معطوفا عليها إنّما روعي في المشاركة اللّفظية فقط.
( ابن عرفة ) : نص عليه ابن الصفار وابن عصفور في شرح الإيضاح وشرح الجمل الكبير.
قال : وأما رب شاة وسلخها فضمير النكرة عندهم نكرة كما تقول ( ربه رجلا ).


الصفحة التالية
Icon