ومن قال لأمته : أول ولد تلدينه حر.
فولدت ولدين في بطن واحد عتق أولهما خروجا، فإن خرج الأول ميتا لم يعتق الثاني عند مالك.
وقال ابن شهاب : يعتق الثاني إذ لا يقع على الميت عتق.
قال الزمخشري : فإن قلت : أي فرق بين لام الجنس الداخلة على المفرد والداخلة على المجموع ؟ وأجاب بما حاصله أنّها إذا دخلت على المجموع تفيد العموم في أنواع ملك المجموع لا في أفراده وإذا دخلت على المفرد أفادت العموم في الأشخاص وفي الجمع وهو نوع من جوابه في قوله تعالى ﴿رَبِّ إِنَّي وَهَنَ العظم مِنِّي﴾ ولم يقل العظام.
وذلك أن الصالحات أصله صالحات فيحتمل أن يكون مخرجي الزكاة فقط لأنهم عملوا الصالحات وبعد دخول الألف واللام صار يتناول مخرجي الزكاة والمصلي والصائم إلى غير ذلك.
قال :( وعملوا ) الصّالحات يتناول الفعل والقول والإعتقاد لأن العلماء فهموا قوله ﷺ :" إنما الأعمال بالنيات " على العموم لأن الفخر في المحصول قال : أجمع الناس على أنه مخصوص بالنية والنظر، فلولا أن العمل يصدق على النية لما احتاجوا إلى استثنائها من الحديث فيكون في الآية عطف العام على الخاص.
قوله تعالى :﴿جَنَّاتٍ...﴾.
قوله تعالى :﴿كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا...﴾.
قال ابن عرفة : قدّم ذكر الجنّات وأنهارها على الأكل لوجهين إما لأن منفعة ( التنعيم ) بالنظر إليها سابقة على منفعة الأكل منها وإما لأن الأنهار مصلحة لثمرها وسبب في تكونه قال : وعموم " كلما " إن أريد به الإطلاق في ثمار الجنة فتكون القبيلة صادقة على ما سوى أول مأكول منها لأنه ليس قبله شيء.
( قال ) : وقولهم في " كُلَّما " إنها في موضع الحال إن أريد به أنهم بحيث ( لو رزقوا منها شيئا قالوا ذلك فتكون حالا محصلة، وإن أريد أنهم رزقوا بالفعل فتكون حالا مقدرة لأنهم لم يحصل لهم جميعه في الحال )
قال الزمخشري : كلما، وإما، صفة أو استئناف أو خبر مبتدإ.


الصفحة التالية
Icon