من الأخلاق الذميمة وعادات السوء. وهما لغتان فصيحتان " النساء فعلن " و " هن فاعلات " و " النساء فعلت " و " هي فاعلة " والمعنى : ولهم جماعة أزواج مطهرة. وفي ﴿ مطهرة ﴾ فخامة لصفتهن ليست فيما لو قيل طاهرة وهي الإشعار بأن مطهراً طهرهن وليس ذلك إلا الله عز وجل المريد لعباده أن يخولهم كل مزية فيما أعد لهم. وههنا نكتة وهي، أن المرأة إذا حاضت فالله تعالى يمنع من مباشرتها قال :﴿ فاعتزلوا النساء في المحيض ﴾ [ البقرة : ٢٢٢ ] مع أنها معذورة في تنجسها. فإذا كانت اللواتي في الجنة مطهرات فلأن يمنعك عنهن، إذا كانت نجساً بالمعاصي مع أنك غير معذور فيها كان أولى. وأيضاً من قضى شهوته من الحلال فإنه يمنع من الدخول في المسجد الذي يدخل فيه كل بر وفاجر، فمن قضى شهوته من الحرام كيف يمكن من دخول الجنة التي لا يسكنها إلا المطهرون؟ وكفى دليلاً على ذلك بإخراج آدم منها بسبب الزلة الصادرة عنه.
وأيضاً من كان على ثوبه ذرة من النجاسة لا تجوز صلاته أو تستكره، فكيف بمن صلى وعلى قلبه جبال من نجاسات الذنوب والمعاصي؟ والخلد عند المعتزلة الثبات الدائم والبقاء اللازم الذي لا ينقطع بدليل قوله تعالى ﴿ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ﴾ [ الأنبياء : ٣٤ ] نفى الخلد عن البشر مع تعمير بعضهم ﴿ ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ﴾ [ الحج : ٥ ] وعند الأشاعرة : الخلد هو الثبات الطويل، دام أو لم يدم. ولو كان التأبيد داخلاً في مفهوم الخلد كان قوله ﴿ خالدين فيها أبداً ﴾ تكراراً. ويقال في العرف : حبسه حبساً مخلداً، أو وقف وقفاً مخلداً. والحق أن خوف الانقطاع ينغص النعمة وذلك لا يليق بأكرم الأكرمين. أ هـ ﴿غرائب القرآن حـ ١ صـ ١٩٧ ـ ٢٠١﴾