﴿وخروا﴾ أي انحطوا ﴿له سجداً﴾ الأبوان والإخوة تحقيقاً لرؤياه ممن هو غالب على كل أمر، والسجود - وأصله : الخضوع والتذلل - كان مباحاً في تلك الأزمنة ﴿وقال﴾ أي يوسف عليه الصلاة والسلام ﴿ياأبت﴾ ملذذاً له بالخطاب بالأبوة ﴿هذا﴾ أي الذي وقع من السجود ﴿تأويل رؤياي﴾ التي رأيتها، ودل على قصر الزمن الذي رآها فيه بالجار فقال :﴿من قبل﴾ ثم استأنف قوله :﴿قد جعلها ربي﴾ أي الذي رباني بما أوصلني إليها ﴿حقاً﴾ أي بمطابقة الواقع لتأويلها، وتأويل ما أخبرتني به أنت تحقق أيضاً من اجتبائي وتعليمي وإتمام النعمة عليّ ؛ والتأويل : تفسير بما يؤول إليه معنى الكلام ؛ وعن سلمان ـ رضى الله عنهم ـ أن ما بين تأويلها ورؤياها أربعون سنة.


الصفحة التالية
Icon