﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العرش ﴾ أي على سرير الملك ﴿ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً ﴾ كان السجود عندهم تحية وكرامة لا عبادة ﴿ وَقَالَ يا أبت هذا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ ﴾ يعني حين رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له، وكان بين رؤياه وبين ظهور تأويلها ثمانون عاماً وقيل أربعون ﴿ أَحْسَنَ بي ﴾ يقال أحسن إليه وبه ﴿ أَخْرَجَنِي مِنَ السجن ﴾ إنما لم يقل أخرجني من الجب لوجهين : أحدهما : أن في ذكر الجب خزي لإخوته، وتعريفهم بما فعلوه فترك ذكره توقيراً لهم. والآخر : أنه خرج من الجب إلى الرق، ومن السجن إلى الملك، فالنعمة به أكثر ﴿ وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ البدو ﴾ أي من البادية وكانوا أصحاب إبل وغنم، فعدّ من النعم مجيئهم للحاضرة ﴿ نَّزغَ الشيطان ﴾ أي أفسد وأغوى ﴿ لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ ﴾ أي لطيف التدبير لما يشاء من الأمور ﴿ مِنَ الملك ﴾ من للتبعيض، لأنه لم يعطه إلا بعض ملك الدنيا بل بعض ملك مصر ﴿ تَوَفَّنِى مُسْلِماً ﴾ لما عدد النعم التي أنعم الله بها عليه اشتاق إلى لقاء ربه ولقاء الصالحين من سلفه وغيرهم، فدعا بالموت. وقيل ليس ذلك دعاء بالموت، وإنما دعا أن الله يتم عليه النعم بالوفاة على الإسلام إذا حان أجله. أ هـ ﴿التسهيل حـ ٢ صـ ١٢٥ ـ ١٢٨﴾