قال الرازي : ما معناه : وجه اتصال هذه الآية بما قبلها ؛ أن كفار قريش، وجماعة من اليهود، طلبوا من النبي عليه الصلاة والسلام قص نبأ يوسف تعنتاً، فكان يُظن أنهم يؤمنون إذا تلي عليهم، فلما نزلت وأصروا على كفرهم ؛ قيل له :﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ ﴾ الخ. وكأنه إشارة إلى ما ذكر في قوله تعالى :﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [ القصص : من الآية ٥٦ ].
﴿ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ ﴾ أي : على هذا النصح، والدعاء إلى الخير والرشد :﴿ مِنْ أَجْرٍ ﴾ أي : أجرة :﴿ إِنْ هُوَ ﴾ أي : ما هو، يعني القرآن :﴿ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴾ أي : عظة لهم، يتذكرون به ويهتدون وينجون في الدنيا والآخرة. يعني : أن هذا القرآن يشتمل على العظة البالغة، والمراشد القويمة، وأنت لا تطلب في تلاوته عليهم مالاً، ولا جعلاً. فلو كانوا عقلاء لقبلوا، ولم يتمردوا.
قال بعض اليمانين : في الآية دليل على أن من تصدر للإرشاد، من تعليم ووعظ ؛ فإن عليه اجتناب ما يمنع من قبول كلامه. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٩ صـ ٢٣٠ ـ ٢٣٢﴾