وقال الخازن :
﴿ وكأين من آية ﴾
يعني وكم من آية دالة على التوحيد ﴿ في السموات والأرض يمرون عليها ﴾ يعني لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها ﴿ وهم عنها معرضون ﴾ أي لا يلتفتون إليها والمعنى ليس إعراضهم عن هذه الآيات الظاهرة الدالة على وحدانية الله تعالى بأعجب من إعراضهم عنك يا محمد ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ يعني أن من إيمانهم أنهم إذا سئلوا من خلق السموات والأرض قالوا الله وإذا قيل لهم من ينزل المطر قالوا الله وهم مع ذلك يعبدون الأصنام.
وفي رواية عن ابن عباس : إنهم يقرون أن الله خالقهم فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره فذلك شركهم، وفي رواية أخرى عنه أيضاً أنها نزلت في تلبية مشركي العرب وذلك أنهم كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك، وقال عطاء هذا في الدعاء وذلك أن الكفار نسوا ربهم في الرخاء فإذا أصابهم البلاء أخلصوا في الدعاء.
﴿ أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله ﴾
يعني عقوبة مجللة تعمهم وقال مجاهد عذاب غشاهم، وقال قتادة : وقيعة وقال الضحاك يعني الصواعق والقوارع ﴿ أو تأتيهم الساعة بغتة ﴾ يعني فجأة ﴿ وهم لا يشعرون ﴾ يعني بقيامها قال ابن عباس : تهيج الصحية بالناس وهم في أسواقهم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾