وتارة يقتصر فيه على الكفاية فيلزمه الحصر ومنه : أحسبني الشيء : كفاني، واحتساب الأجر : الاكتفاء به، والحساب : معرفة المقدار، والحسب بمعنى الظن راجع إلى ذلك أيضاً، والأحسب : الذي ابيضت جلدته من داء وفسدت شعرته، بمعنى أن ذلك الداء كفاه في الفساد عن كل داء كأنه ما بقي يسع معه داء، والتحسيب : التكفين بما يسع الميت، وهو كفاية له لا يحتاج بعده إلى شيء، ومنه الحبس وهو المنع من مجاوزة الكفاية ؛ وتتجاوز الكفاية فيسبح ويتسع مداه فلا ينحصر ومنه : الحسب - بالتحريك، وهو الشرف ؛ ومنه السحب وبه سمي السحاب لانسياحه في الهواء ؛ ومنه السبح في الماء، ومد الفرس يديه في الجري، والسبحة : صلاة التطوع - لأنه لا حد لها يحصرها، ولأنها تجاوزت الفرض، والسبح : الفراغ - للتمكن معه من الانبساط، والتسبيح : التنزيه - لأنه الإبعاد عن النقص، قال الرماني : وأصله البراءة من الشيء، وقال ابن مكتوم في الجمع بين العباب والمحكم : سبحان الله معناه تنزيهاً لله من الصحابة والولد، وتبرئة من السوء - هذا معناه في اللغة وبذلك جاء الأثر عن النبي ـ ﷺ ـ، قال سيبويه : زعم أبو الخطاب أن " سبحان الله " كقولك براءة الله من السوء، كأنه يقول : أبرىء براءة الله من السوء، وزعم أن مثل ذلك قول الأعشى :
أقول لما جاءني فخره...
سبحان من علقمه الفاخر
أي براءة منه، وبهذا استدل على أن سبحان معرفة إذ لو كان نكرة لانصرف، قال : وقد جاء في الشعر منوناً نكرة، قال أمية :
سبحانه ثم سبحاناً يعود له...
وقبلنا سبح الجودي والجمد
وقال ابن جني : سبحان اسم علم لمعنى البراءة والتنزيه بمنزلة عثمان وحمران، اجتمع في سبحان التعريف والألف والنون، وكلاهما علة تمنع من الصرف - انتهى.