ولما كان الذي لا ينتفع بالشيء لا يتعلق بشيء منه، قال :﴿لقوم يؤمنون﴾ أي يقع الإيمان منهم وإن كان بمعنى : يمكن إيمانهم، فهو عام، وما جمع هذه الخلال فهو أبين البيان، فقد انطبق هذا الآخر على أول السورة في أنه الكتاب المبين، وانطبق ما تبع هذه القصص - من الشهادة بحقية القرآن، وأن الرسل ليسوا ملائكة ولا معهم ملائكة للتصديق يظهرون للناس، وأنهم لم يسألوا على الإبلاغ أجراً - على سبب ما تبعته هذه القصص، وهو مضمون قوله تعالى :﴿فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك﴾ [ هود : ١٢ ] الآية من قولهم ﴿لولا ألقي عليه كنز أو جاء معه ملك﴾ [ هود : ١٢ ] وقولهم : إنه افتراه، على ترتيب ذلك، مع اعتناق هذا الآخر لأول التي تليه، فسبحان من أنزله معجزاً باهراً، وقاضياً بالحق لا يزال ظاهراً، وكيف لا وهو العليم الحكيم - والله سبحانه وتعالى أعلم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٤ صـ ١١٥ ـ ١١٦﴾