"وَمِنَ الْأَحْزابِ" الّذين تحزبوا على الرّسل قبلك والّذين تحزبوا عليك في حادثة الخندق المارة في الآية ٩ من سورة الأحزاب "مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ" لأن اليهود الّذين تحزبوا مع قريش وغطفان وغيرهم على حرب حضرة الرّسول وأصحابه لا ينكرون كلّ القرآن بل يعترفون بما فيه من المعاد والتوحيد والنّبوة، وقصص
بني إسرائيل، وأخبار الأمم المتقدمة لأنها موجودة في التوراة "قُلْ" يا سيد الرسل للناس كافة يهودهم ونصاراهم عجمهم وعربهم وأعرابهم وبربرهم "إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ" وحده وأخلص له عبادتي "وَلا أُشْرِكَ بِهِ" أحدا ولا شيئا "إِلَيْهِ" وحده جل جلاله "أَدْعُوا" الناس إلى دينه القويم ليعملوا به ويخلصوا العبادة للّه لا إلى الأصنام ولا للملائكة وعزير والمسيح ولا لغيرهم أبدا بل أحصر دعوتي لحضرته خاصة "وَإِلَيْهِ مَآبِ" (٣٦) مرجعي ومثواي، وقد حذف الياء تخفيفا.
مطلب في أحوال أهل الكتاب، والمحو والإثبات ونقص الأرض وحكم اللّه تعالى :


الصفحة التالية
Icon