فصل فى التعريف بالسورة الكريمة


قال الشيخ محمد أبو زهرة :
سورة الرعد
سورة مدنية، وعدد آياتها ثلاث وأربعون آية، وسميت " سورة الرعد " لقوله تعالى فيها :(ويسبح الرعد بحمده والملائكة... ولو سميت الكون والهداية لكانت التسمية محكمة.
وقد ابتدأت بالحروف المفردة ( المر )، وأعقبها بإشارة إلى القرآن الكريم :(والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكنر الناس لا يؤمنون.
ثم بعد ذلك بين الله سبحانه وتعالى ما فى الكون مما يدل على قدرة القادر ووحدأنيته، فالله هو الذى رفع السماوات بغير عمد مرئية، ولكن عدم رؤيتها لا ينفى وجودها، وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى، فسبحان الذى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون.
وهو الذى مد الأرض وبسطها، وجعل فيها جبالا رواسى، وأنهارا وجعل من كل الثمرات، ومن كل من الحيوان وكل الأحياء زوجين اثنين، وجعل الليل والنهار آيتين يغشى الليل النهار إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وجعل فى الأرض قطعا متجاورات وجنات من أعناب، وزرع، ونخيل صنوان وغير صنوان، يسقى بماء واحد، ومع أنها متجاورة وتسقى بماء واحد، يفضل الله بعضها على بعض فى الاءكل، إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون.
وإن هذا الكون وما فيه يدل على أن الذى قدر على خلق الإنسان قادر على إعادته، كما بدأكم تعودون، (وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم
فيها خالدون بالعذاب واستعجلوه إمعانا منهم فى الإنكار، (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس علئ ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب.


الصفحة التالية
Icon