وقال الشيخ الصابونى :
سورة الرعد
مدنية وآَياتها ثلاث وأربعون آية
يدى السورة
سورة الرعد من السور المكية، التي تتناول المقاصد الأساسية للسور المكية، من تقرير " الوحدانية " و " الرسالة " و " البعث والجزاء " ودفع الشبه التي يثيرها المشركون، وقيل : إنها مدنية وجوها جو المكي. ابتدأت السورة الكريمة بالقضية الكبرى، قضية الإيمان بوجود الله ووحدانيته، فمع سطوع الحق ووضوحه، كذب المشركون بالقرآن، وجحدوا وحدانية الرحمن، فجاءت الآيات تقرر كمال قدرته تعالى، وعجيب خلقه، في السموات والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، والزروع والثمار، وسائر ما خلق الله في هذا الكون الفسيح البديع.
ثم تلتها الآيات في إثبات البعث والجزاء، ثم بعد ذكر الأدلة الساطعة والبراهين القاطعة، على انفراده جل وعلا بالخلق والإِيجاد، والإِحياء والإِماتة، والنفع والضر، ضرب القرآن مثلين للحق والباطل أحدهما : في الماء ينزل من السماء، فتسيل به الأودية والشعاب، ثم هو يجرف في طريقه الغثاء، فيطفو على وجهه الزبد الذي لا فائدة فيه، والثاني : في المعادن التي تذاب لتصاغ منها الأواني وبعض الحلية كالذهب والفضة، وما يعلو هذه المعادن من الزبد والخبث، الذي لا يلبث ان يذهب جفاء ويضمحل ويتلاشى، ويبقى المعدن النقي الصافي [ أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا.. ] الآيات فذلك مثل الحق والباطل. وذكرت السورة الكريمة اوصاف أهل السعادة وأهل الشقاوة، وضربت مثَلا بشهادة الله لرسوله بالنبوة والرسالة، وأنه مرسل من عند الله العزيز الحكيم.
التسمية :