"لَهُ" لذلك الإله العظيم "مُعَقِّباتٌ" ملائكة يتعاقبون ليل نهار "مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ" من أمام كلّ عبد من عبيده "وَمِنْ خَلْفِهِ" ورائه "يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ" قدره وقضائه بأمر اللّه وإذنه، ومعقبات جمع معقبة، ومعقبة جمع عاقب، ولا يستدل بهذا أن الملائكة إناث كما زعم البعض، لأن جمع الجمع مثل رجالات جمع رجال ورجال جمع رجل، والملائكة لا يوصفون بذكورة ولا بأنوثة.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة.
وعلى هذا الحديث.
وقوله تعالى (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) الآية الثالثة من سورة الأنبياء في ج ٢، جاءت لغة (أكلوني البراغيث) على أن يكون الواو في الفعل ضمير جمع فقط والفاعل البراغيث، كما أن الملائكة في الحديث (والّذين في الآية) هما الفاعل، والواو في الفعلين ضمير جمع فقط أي يحرسونه بالليل والنّهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الّذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي، فيقولون تركناهم وهم يصلون، وآتيناهم وهم يصلون، وهذه الآية عامة، لأن اللّه تعالى وكلّ بكل نفس من من يحفظها من ملائكته.
وروي عن ابن عباس وغيره لما جاء عامر بن الطّفيل وزيد بن ربيعة من بني عامر بن زيد قال عامر يا محمد مالي إن أسلمت ؟ قال لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم (ومن هنا يعلم أن ليس لأحد أن يشترط على إمام المسلمين شرطا يتميز به عن بقية المسلمين) قال تجعل الأمر لي من بعدك ؟ قال ليس ذلك لي إنما هو للّه تعالى يجعله حيث يشاء، قال فتجعلني على الدّبر أي البادية ؟