فقال تعالى ﴿ قل هل يستوي الأعمى والبصير ﴾ قال ابن عباس : يعني المشرك والمؤمن ﴿ أم هل تستوي الظلمات والنور ﴾ يعني الشرك والإيمان والمعنى كما لا يستوي الأعمى والبصير كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن وكما لا تستوي الظلمات والنور كذلك لا يستوي الكفر والإيمان، وإنما شبه الكافر بالأعمى لأن الأعمى لا يهتدي سبيلاً، وكذلك الكافر لا يهتدي سبيلاً ﴿ أم جعلوا لله شركاء ﴾ هذا استفهام إنكار يعني جعلوا لله شركاء ﴿ خلقوا كخلقة ﴾ يعني خلقوا سموات وأرضين وشمساً وقمراً وجبالاً وبحاراً وجناً وإنساً ﴿ فتشابه الخلق عليهم ﴾ من هذا الوجه، والمعنى هل رأوا غير الله خلق شيئاً فاشتبه عليهم خلق الله بخلق غيره، وقيل : إنه تعالى وبخهم بقوله أم جعلوا لله شركاء خلقوا خلقاً مثل خلقه فتشابه خلق الشركاء بخلق الله عندهم، وهذا استفهام إنكاري أي ليس الأمر كذلك حتى يشتبه عليهم الأمر، بل إذ تفكروا بعقولهم وجدوا الله تعالى هو المنفرد بخلق سائر الأشياء والشركاء مخلوقون له أيضاً لا يخلقون شيئاً حتى يشتبه خلق الله بخلق الشركاء، وإذا كان الأمر كذلك فقد لزمتهم الحجة، وهو قوله تعالى ﴿ قل الله خالق كل شيء ﴾ أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين الله خالق كل شيء مما يصح أن يكون مخلوقاً، وقوله الله خالق كل شيء من العموم الذي يراد به الخصوص لأن الله تعالى خلق كل شيء وهو غير مخلوق ﴿ وهو الواحد ﴾ يعني والله تعالى هو الواحد المنفرد بخلق الأشياء كلها ﴿ القهار ﴾ لعباده حتى يدخلهم تحت قضائه وقدره وإرادته. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾