والثاني : أنه الحق والباطل، فالحق شُبِّه بالماء الباقي الصافي، والباطل مشبَّه بالزَّبد الذاهب، فهو وإِن علا على الماء فانه سيمَّحِق، كذلك الباطل، وإِن ظهر على الحق في بعض الأحوال، فإن الله سيُبطله.
والثالث : أنه مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، فمثَل المؤمن واعتقاده وعمله كالماء المنتفَع به، ومثَل الكافر واعتقاده وعمله كالزبَد.
قوله تعالى :﴿ كذلك ﴾ أي : كما ذُكر هذا، يضرب الله مَثل الحق والباطل.
وقال أبو عبيدة : كذلك يمثِّل الله الحق ويمثِّل الباطل.
فأما الجُفاء، فقال ابن قتيبة : هو ما رمى به الوادي إِلى جنَباته، يقال : أجفأتِ القِدرُ بزَبَدها : إِذا ألقته عنها.
قال ابن فارس : الجُفاء : ما نفاه السيل، ومنه اشتقاق الجَفاء.
وقال ابن الأنباري :"جُفاءً" أي : بالياً متفرقاً.
قال ابن عباس : إِذا مُسَّ الزَّبَد لم يكن شيئاً.
قوله تعالى :﴿ وأما ما ينفع الناس ﴾ من الماء والجواهر التي زال زَبَدها ﴿ فيمكث في الأرض ﴾ فيُنتفع به ﴿ كذلك ﴾ يبقى الحق لأهله. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٤ صـ ﴾