﴿ رَّابِيًا ﴾ أي عالياً منتفخاً فوق الماء، ووصف الزبد بذلك قيل : بياناً لما أريد بالاحتمال المحتمل لكون المحمول غير طاف كالأشجار الثقيلة، وإنما لم يدفع ذلك بأن يقال فاحتمل السيل زبداً فوقه للإيذان بأن تلك الفوقية مقتضى شأن الزبد لا من جهة المحتمل تحقيقاً للمماثلة بينه وبين ما مثل به من الباطن الذي شأنه الظهور في مبادىء الرأي من غير مداخلة في الحق ﴿ وَمِمَّا يُوقِدُونَ ﴾ ابتداء جملة كما روي عن مجاهد معطوفة على الجملة الأولى لضرب مثل آخر أي ومن الذي يفعلون الايقاد ﴿ عَلَيْهِ ﴾ وضمير الجمع للناس أضمر مع عدم السبق لظهوره، وقرأ أكثر السبعة.
وأبو جعفر.
والأعرج.
وشيبة ﴿ تُوقِدُونَ ﴾ بتاء الخطاب، والجار متعلق بما عنده وكذا قوله تعالى :﴿ فِى النار ﴾ عند أبي البقاء.
والحوفي، قال أبو علي : قد يوقد على الشيء وليس في النار كقوله تعالى :﴿ فَأَوْقِدْ لِى ياهامان ياهامان عَلَى الطين ﴾ [ القصص : ٣٨ ] فإن الطين الذي أمر بالوقد عليه ليس في النار وإنما يصيبه لهبها، وقال مكي.
وغيره : إن ﴿ فِى النار ﴾ متعلق بمحذوف وقع حالاً من الموصول أي كائناً أو ثابتاً فيها، ومنعوا تعلقه بتوقدون قالوا : لأنه لا يوقد على شيء إلا وهو في النار والتعليق بذلك يتضمن تخصيص حال من حال أخرى، وقال أبو حيان : لو قلنا : إنه لا يوقد على شيء إلا وهو في النار لجاز أيضاً التعليق على سبيل التوكيد كما قالوا في قوله تعالى :
﴿ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ﴾ [ الأنعام : ٣٨ ] وقيل : إن زيادة ذلك للأشعار بالمبالغة في الاعتمال للاذابة وحصول الزبد ؛ والمراد بالموصول نحو الذهب.
والفضة.
والحديد.
والنحاس.