والرصاص، وفي عدم ذكرها بأسمائها والعدول إلى وصفها بالايقاد عليها المشعر بضربها بالمطارق لأنه لأجله وبكونها كالحطب الخسيس تهاون بها إظهاراً لكبريائه جل شأنه على ما قيل، وهو لا ينافي كون ذلك ضرب مثل للحق لأن مقام الكبرياء يقتضي التهاون بذلك مع الإشارة إلى كونه مرغوباً فيه منتفعاً به بقوله تعالى :﴿ ابتغاء حِلْيَةٍ أَوْ متاع ﴾ فوفي كل من المقامين حقه فما قيل : إن الحل على التهاون لا يناسب المقام لأن المقصود تمثيل الحق بها وتحقيرها لا يناسبه ساقط فتأمل.
ونصب ﴿ ابتغاء ﴾ على أنه مفعول له كما هو الظاهر، وقال الحوفي : إنه مصدر في موضع الحال أي مبتغين وطالبين اتخاذ حلية وهي ما يتزين ويتجمل به كالحلى المتخذ من الذهب والفضة واتخاذ متاع وهو ما يتمتع به من الأواني والآلات المتخذة من الحديد والرصاص وغير ذلك من الفلزات ﴿ زَبَدٌ ﴾ خبث ﴿ مّثْلِهِ ﴾ أي مثل ما ذكر من زبد الماء في كونه رابياً فوقه رفع ﴿ زَبَدٌ ﴾ على أنه مبتدأ خبره ﴿ مّمَّا تُوقِدُونَ ﴾ و﴿ مِنْ ﴾ لابتداء الغاية دالة على مجرد كونه مبتدأ وناشئاً منه.


الصفحة التالية
Icon