وقال القاسمى :
﴿ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ﴾
أي : المزن :﴿ مَاءً ﴾ أي : مطراً :﴿ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ﴾ أي : بمقدار ملئها في الصغر والكبر، أي : أخذ كل واحد بحسبه، فهذا كبير وسع كثيراً من الماء، وهذا صغير وسع بقدره :﴿ فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً ﴾ أي : فحمل ورفع من قوة الجيشان، زبداً عالياً على وجه الماء :﴿ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ﴾ أي : من نحو الذهب والفضة والنحاس، مما يسبك في النار :﴿ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ ﴾ أي : طلب زينة :﴿ أَوْ مَتَاعٍ ﴾ كالآواني وآلات الحرب والحرث :﴿ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ﴾ أي : مثل زبد السيل : وهو خبثه الذي ينفيه الكير :﴿ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ﴾ أي : مثلهما، أي : إذا اجتمعا لا ثبات للباطل ولا دوام، كما أن الزبد لا يثبت مع الماء ولا مع الذهب والفضة ونحوهما، مما يسبك في النار، بل يذهب ويضمحل. وقد بين ذلك بقوله تعالى :﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ﴾ أي : مقذوفاً مرمياً به، أي : فلا ينتفع به، بل يتفرق ويتمزق ويذهب في جانبي الوادي ويعلق بالشجر وتنسفه الرياح. وكذلك خبث ما يوقد عليه من المعادن يذهب ولا يرجع منه شيء، ولا يبقى إلا ما ينتفع به من الماء والمعدن كما قال :﴿ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ﴾ أي : يبقى فيها منتفعاً به :﴿ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ﴾ إلى أمثال الحق والباطل.
تنبيهات :


الصفحة التالية
Icon