وقال الخازن :
﴿ والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ﴾
لما ذكر الله أحوال السعداء وما أعد لهم من الكرامات والخيرات ذكر بعده أحوال الأشقياء، وما لهم من العقوبات فقال تعالى ﴿ والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ﴾ ونقض العهد ضد الوفاء به، وهذا من صفة الكفار لأنهم هم الذين نقضوا عهد الله يعني خالفوا أمره، ومعنى من بعد ميثاقه من بعد ما أوثقوه على أنفسهم بالاعتراف والقبول ﴿ ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ﴾ يعني ما بينهم وبين المؤمنين من الرحم والقرابة ﴿ ويفسدون في الأرض ﴾ يعني بالكفر والمعاصي ﴿ أولئك ﴾ يعني من هذه صفته ﴿ لهم اللَّعنة ﴾ يعني الطرد عن رحمة الله يوم القيامة ﴿ ولهم سوء الدار ﴾ يعني النار لأن منقلب الناس في العرف إلى دورهم، ومنازلهم، فالمؤمنون لهم عقبى الدار وهي الجنة، والكفار لهم سوء الدار وهي النار. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٤ صـ ﴾