ولا ينكر أن يكون الله تعالى لطف بأبي حمزة الجاهل.
وما أمر الله به أن يوصل ظاهره العموم في كل ما أمر به في كتابه وعلى لسان نبيه ( ﷺ ).
وقال الحسن : المراد به صلة الرسول ( ﷺ ) بالإيمان به، وقال نحوه ابن جبير.
وقال قتادة : الرحم.
وقيل : صلة الإيمان بالعمل.
وقيل : صلة قرابة الإسلام بإفشاء السلام، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، ومراعاة حق الجيران، والرفقاء، والأصحاب، والخدم.
وقيل : نصرة المؤمنين.
وأمر يتعدى إلى اثنين بحرف جر وهو به، والأول محذوف تقديره : ما أمرهم الله به.
وأن يوصل في موضع جر بدل من الضمير أي : بوصله.
ويخشون ربهم أي : وعيده كله.
ويخافون سوء الحساب أي : استقصاءه فيحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا.
وقيل : يخشون ربهم يعظمونه.
وقيل : في قطع الرحم.
وقيل : في جميع المعاصي.
وقيل : فيما أمرهم بوصله.
وصبروا مطلق فيما يصبر عليه من المصائب في النفوس والأموال، وميثاق التكليف.
وجاءت الصلة هنا بلفظ الماضي، وفي الموصلين قبل بلفظ المضارع في قوله : الذين يوفون، والذين يصلون، وما عطف عليهما على سبيل التفنن في الفصاحة، لأنّ المبتدأ هنا في معنى اسم الشرط بالماضي كالمضارع في اسم الشرط، فكذلك فيما أشبهه، ولذلك قال النحويون : إذا وقع الماضي صلة أو صفة لنكرة عامة احتمل أن يراد به المضي، وأن يراد به الاستقبال.


الصفحة التالية
Icon