وقال الآلوسى :
﴿ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا إِلَيْكَ مِن رَبّكَ ﴾
من القرآن الذي مثل بالماء المنزل من السماء والإبريز الخالص في المنفعة والجدوى هو ﴿ الحق ﴾ الذي لا حق وراءه أو الحق الذي أشير إليه بالأمثال المضروبة فيستجيب له ﴿ كَمَنْ هُوَ أعمى ﴾ عمى القلب لا يدركه ولا يقدر قدره وهو هو فيبقى حائراً في ظلمات الجهل وغياهب الضلال ولا يتذكر بما ضرب من الأمثال، والمراد كمن لا يعلم ذلك إلا أنه أريد زيادة تقبيح حاله فعبر عنه بالأعمى، والهمزة للإنكار وإيراد الفاء بعدها لتوجيه الإنكار إلى ترتب توهم المماثلة على ظهور حال كل منهما بما ضرب من الأمثال وما بين من المصير والمآل كأنه قيل : أبعد ما بين حال كل من الفريقين وما لهما يتوهم المماثلة بينهما.
وقرأ زيد بن علي رضي الله عنهما ﴿ أَوْ مِن يَعْلَمْ ﴾ بالواو مكاناً الفاء ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ ﴾ بما ذكر من المذكرات فيقف على ما بينهما من التفاوت والتنائي ﴿ أُوْلُواْ الألباب ﴾ أي العقول الخالصة المبرأة من متابعة الألف ومعارضة الوهم، فاللب أخص من العقل وهو الذي ذهب إليه الراغب، وقيل : هما مترادفات والقصد بما ذكر دفع ما يتوهم من أن الكفار عقلاء مع أنهم غير متذكرين ولو نزلوا منزلة المجانين حسن ذلك.
والآية على ما روى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في حمزة رضي الله تعالى عنه.
وأبي جهل وقيل : في عمر رضي الله تعالى عنه.
وأبي جهل، وقيل : في عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه.


الصفحة التالية
Icon