قال عندر بن عمير : هي شجرة في جنة عدن أصلها في دار النبي ﷺ وفي كل دار وغرفة غصن منها لم يخلق الله لوناً ولا زهرة إلاّ وفيها منها إلاّ السواد ولم يخلق الله فاكهة ولا ثمرة إلاّ وفيها منها ينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل مقابل كل ورقة منها تظل أُمة عليها ملك يسبح الله بأنواع التسبيح.
وقال أبو سلام : حدثني عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبيد السلمي يقول :
" جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال : يا رسول الله في الجنة فاكهة؟ قال : فيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس ".
قال : أي شجر أرضنا تشبه؟ قال :" ليس تشبه شيئاً من شجر أرضك ولكن أتيت الشام "، فقال : أتيت الشام يا رسول الله ﷺ قال : فإنها تشبه شجرة تدعى الجوز ينبت على ساق واحد ثم ينتشر أعلاها. فقال : ما أعظم أصلها.
قال : لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتاها هرماً ".
قال وهب بن منبه : إنّ في الجنة شجرة. قال : الطوبى يسير الراكب في ظلها مائة عام ولا يقطعها زهوها رياط وورقها برود وقضبانها عنبر وبطحاؤها ياقوت وترابها كافور وحملها مسك يخرج من أصلها أنها الخمر واللبن والعسل، وهي مجلس لأهل الجنة فبينما هم في مجلسهم إذا أتتهم الملائكة من ربهم يقودون لجامها مزمومة بسلاسل من ذهب وجوهها كالمصابيح حسناً ووبرها كخز المرعزي من لينة، عليها رحال ألواحها من ياقوت ودفوفها من ذهب وثيابها من سندس واستبرق فيفتحونها ويقولون : إنّ ربنا أرسلنا إليكم لتزوروه وتسلموا عليه.