وعلى الضفة الأخرى ﴿ المتقون ﴾.. في مقابل ﴿ وما لهم من الله من واق ﴾. المتقون الذين وقوا أنفسهم بالإيمان والصلاح فهم في مأمن من العذاب. بل لهم فوق الأمن الجنة التي وعدوها :﴿ ذلك مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها ﴾ فهو المتاع والاسترواح ومشهد الظل الدائم والثمر الدائم مشهد تطمئن له النفس وتستريح في مقابل المشقة هناك :
ذلك العذاب وهذه الجنة هما النهاية الطبيعية لهؤلاء وهؤلاء :
﴿ تلك عقبى الذين اتقوا.
وعقبى الكافرين النار ﴾
..
ويمضي السياق مع قضية الوحي وقضية التوحيد معاً يتحدث عن موقف أهل الكتاب من القرآن ومن الرسول ﷺ ويبين للرسول أن ما أنزل عليه هو الحكم الفصل فيما جاءت به الكتب قبله، وهو المرجع الأخير، أثبت الله فيه ما شاء إثباته من أمور دينه الذي جاء به الرسل كافة ؛ ومحا ما شاء محوه مما كان فيها لانقضاء حكمته. فليقف عندما أنزل عليه، لا يطيع فيه أهواء أهل الكتاب في كبيرة ولا صغيرة. أما الذين يطلبون منه آية، فالآيات بإذن الله وعلى الرسول البلاغ.
﴿ والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك، ومن الأحزاب من ينكر بعضه. قل : إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به، إليه أدعو، وإليه مآب. وكذلك أنزلناه حكماً عربياً، ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق. ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك، وجعلنا لهم أزواجاً وذرية، وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله. لكل أجل كتاب. يمحو الله ما يشاء. ويثبت، وعنده أم الكتاب. وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك، فإنما عليك البلاغ، وعلينا الحساب ﴾..


الصفحة التالية
Icon