تقارن الآيات بين أهل النار وأهل الجنة، وبين أوصاف كل فريق منهم وخصاله وأعماله، وضربت لهما مثلا بالأعمي والبصير، وبينت مصير كل من الفريقين، مع تصوير رائع لكل من الجنة والنار.
وتستطرد آيات سورة الرعد في الحديث عن عدد من الظواهر الكونية من مثل حدوث الرعد، والبرق، والصواعق، وتكوين السحاب الثقال، وإنزال المطر، وتدفق الأودية بمائه حاملة من الزبد والخبث الذي لايلبث أن يذهب جفاء، وبما ينفع الناس من نفائس المعادن التي لا تلبث أن تمكث في الأرض، وتشبه الآيات الكريمة ذلك بكل من الباطل والحق، ولله المثل الأعلي.
ثم تعرض السورة لحقيقة غيبية تتمثل في تسبيح الرعد بحمد الله، وتسبيح الملائكة خشية لجلالة، وخيفة من سلطانه، وجميع من في السماوات والأرض يسجد لله طوعا وكرها، حتي ظلالهم فإنها تسجد لله بالغدو والاصال، أي مع دوران الأرض حول محورها أمام الشمس، فيمد الظل ويقبض في حركة كأنها الركوع والسجود.
وتنعي الآيات علي الكفار استهزاءهم بالرسل السابقين علي بعثة المصطفي ( صلي الله عليه وسلم )، وفي الاشارة الي ذلك ضرب من التثبيت لرسول الله، والتأكيد له علي أن الابتلاء هو طريق النبوات، وطريق أصحاب الرسالات من بدء الخلق إلي قيام الدعوة المحمدية وإلي أن يرث الله ( تعالي ) الأرض ومن عليها...!!! وتشير السورة بالقرب من نهايتها الي فرح الصالحين من أهل الكتاب بمقدم الرسول الخاتم، في الوقت الذي حاول فيه الكفار والمشركون التشكيك في حقيقة رسالته وتؤكد انزال القرآن حكما عربيا مبينا، وتدعو المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) الي الحذر من ضغوط الكافرين من أجل اتباع أهوائهم. وتؤكد أنه ما كان لرسول من الرسل أن يأتي بآية الا باإذن الله.
ثم تأتي الآية الكريمة التي نحن بصددها ناطقة بحقيقة كونية يقول عنها ربنا ( تبارك وتعالي ) :
أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها